من : المجلس الاسلامي للافتاء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
السنن الرواتب المؤكدة التي تفعل مع الفرائض هي عشر ركعات : ركعتان قبل الفجر , وركعتان قبل الظهر , وركعتان بعدها , وركعتان بعد المغرب , وركعتان بعد العشاء .
روى الشيخان في صحيحهما عن ابن عمر رضي الله عنهما : " حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر , وركعتين بعدها , وركعتين بعد المغرب في بيته , وركعتين بعد العشاء في بيته , وركعتين قبل الصبح " . [ البخاري (1180) , ومسلم (104) ] .
وبناء على ذلك قالت الشافعية والحنابلة يكره ترك السنة المؤكدة فإن داوم على تركها ترد شهادته لتهاونه بالدين , وإشعاره بقلة مبالاته بالمهمات إلا إذا كان مسافراً فلا حرج .
قال الشربيني في مغني المحتاج (2/354) : المداومة على ترك السنن الراتبة ومستحبات الصلاة تقدح في الشهادة لتهاون مرتكبها بالدين وإشعاره بقلة مبالاته بالمهمات ومحل هذا كما قال الأذرعي في الحاضر , أما من يديم السفر كالملاح والمكاري وبعض التجار فلا ...
وقال البهوتي في كشاف القناع (1/510) : " ... ويكره تركها ( أي السنن الراتبة ) ولا تقبل شهادة من داوم على تركها لسقوط عدالته , قال القاضي : ويأثم إلا في سفر فيخير بين فعلها وتركها , لأن السفر مظنة المشقة إلا سنة الفجر والوتر فيفعلان في السفر كالحضر " .
ويلحق بالسفر سائر الأعذار كالمرض والعجز والخوف وعلى حالة يشق فيها على المرء أداء السنة .
واستدلوا على قولهم بما يلي :
1- ما رواه الإمام مسلم في صحيحه (681) من حديث أبي قتادة في قصة نوم النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ثُمَّ أَذَّنَ بِلالٌ بِالصَّلاةِ ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ صَلَّى الْغَدَاةَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ ) .
2- بما رواه البخاري في صحيحه (5063) من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
والله تعالى أعلم